سوق عكاظ التاريخي في المملكة العربية السعودية

Nadeem khashoof2022-12-24

46 4 دقائق

جدول المحتويات

سوق عكاظ التاريخي في المملكة العربية السعودية هو ما سنعمل على طرحه خلال فقرات مقالنا، وذلك لمكانة السوق العظيمة في العصور التاريخية القديمة، الذي لا زال وحتى الوقت الحالي من الأسواق الأكثر شُهرةً في المملكة مع أسواقٍ اثنين آخرين من زمن الجاهلية.

مقدمة تقرير عن سوق عكاظ

في الحُقبة التاريخية التي تسبق ظُهور الإسلام، وخاصة في العصر الجاهلي اشتهرت العرب بثقافتهم الشعرية، وبلاغتهم الأدبية، التي كانت مصدر افتخارٍ للقبائل المتعدّدة، فوُجدت فكرة الأسواق للمبارزة والمفاخرة الأدبية، والتجارة بالسلع المادية، ومن أبرز هذه الأسواق هو سُوق عكاظ المشهور جدًا حاليًا في المملكة السعودية، فهو تراثٌ عربي بنكهة الحداثة والتطور، الذي تشهد معالمه على اعتزاز العرب وافتخارهم بالماضي الذي فتح المجال للحاضر لأن يتطوّر ويندرج تحت تحديثات عديدة مُختلفة.

تقرير عن سوق عكاظ

يُعتبر سوق عكاظ من المعالم التاريخية للعصور الجاهلية، التي حافظت عليها المملكة، وجعلتها مصدر فخرٍ واعتزاز بتاريخِ العرب القديم، الذي أوجد فكرة الأسواق، وتوارثتها الأجيال بتحديثات وتطورات تتناسب مع الوقت الراهن للحداثة، وخلال تقريرنا التالي، سنعمل على الإلمام بتاريخ سوق عكاظ، وما سبب تسميته، وأبرز المعلومات التي تتعلّق فيه.

تاريخ سوق عكاظ

يعود تاريخ سوق عكاظ إلى عام 500 قبل الميلاد، حينما قررت قبيلة بني قريش إيجاد مكان تتواجد فيه الناس للتجارة ولعرض بضائعهم ومنتجاتهم المُختلفة، فكان سوق عكاظ الذي يُعدُّ سوقًا تجاريًا، وأدبيًا، وسياسيًا، ويأتيه العرب من كلّ مكان في شبه الجزيرة العربية، يتناشدون الشعر، ويستمعون للمواعظ والحِكم، وفي عصر الإسلام، ازداد الإقبال على السوق والذي بات صرحًا كبيرًا للتجارة، فأصبح يُباع فيه العبيد أيضًا، والجدير ذكره هو أنّه تمّ افتتاح السوق بعد عام الفيل بخمسة عشر عامًا.

ما هو سوق عكاظ

يُعدّ سوق عكاظ واحدًا من الأسواق الثلاثة الشهيرة منذ زمن الجاهلية، بالإضافة لِسوق مجنّة وسوق ذي مجاز، من أسواق السياسة والأدب والتجارة، وفيه قد عُلّقت المُعلّقات السبع، وكانت تقصده قبيلة قريش، وقبيلة سليم، والأحابيش، وعقيل، وغيرها العديد من طوائف العرب، وكانت مدة السوق حوالي 20 يومًا، من أول ذي القعدة إلى يوم 20 من الشهر، وبعدها تسيرُ العرب إلى سوق مجنّة فتقضي فيه الأيام العشر الأواخر من ذي القعدة، وتتابع مسيرها إلى سوق ذي المجاز لتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة، وكانت قبيلة هوزان وعدوان من أولى القبائل التي قصدت السوق.

سبب تسميته بسوق عكاظ

كان السوق مكانّا لاجتماع العرب قديمًا ليَعكظ بعضهم بعضًا، بالمفاخرة، في الأبيات الشعرية، والحِكمة الأدبية، فيتفاخرون بخطبهم ومعلّقاتهم وبضائعهم، وهو السبب في تسمية السوق بعكاظ، حيث تحمل هذه الكلمة في قواميس اللّغة العربية دلالات عديدة، فهي تعني القهر، والتجادل والتحاج، والتفاخر، دلالةً على ما كان العرب يقومون به خلال تلك الفترة، من افتخار بإنجازاتهم، ومُعاركة بعضهم في الأشعار والأدب.

الموقع الجغرافي لسوق عكاظ

يقع سُوق عكاظ على بُعد مسيرة ثلاثة ليالٍ عن مكة المكرمة، ومسيرة ليلة واحدة عن الطائف أي على بُعد نحو أربعة وعشرين ميلًا، وكانت أقوال القُدماء تُشير لموقع سوق عكاظ على أنّه في أعالي نجد بأرض من ديار قيس بن عيلان بن مضر بين وادي نخلة وحاضرة الطائف، ويُقام السوق بمكانٍ كان يُدعى بالأثيداء.

مظاهر سوق عكاظ

تتمثّل مظاهر السوق بعددٍ من الأشياء التي كانت تشتهر فيها العرب قديمًا، ومنها:

أكثر ما كان يشتهر فيه السوق هي البضائع الأدبية، حيث يقصده الشُعراء من كافة القبائل لعرض قصائدهم الشعرية على كِبار الشُعراء المُحكّمين.
كان للبضائع المادية بروز ظاهر في السوق، مثل التمر والعسل والسمن والملابس والإبل والخمر.
يتميز السوق بأنّه بؤرة للتنافس بين جموع القبائل، والمفاخرة بإنجازاتهم، كما كان السوق مصدر منافرة بين القبائل التي تتسبّب في اندلاع الحروب، مثل حرب الفجار.
يُعتبر السوق مكانًا لتزويج البنات، كما وأنّه يحضره الخُطباء من كلّ مكان.
من أهم مظاهره، بأنّه مكان قد عمل رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- بتبليغ الدعوة فيه، بعد أن دخله لينشر الدين الإسلامي بين القبائل المُختلفة.

اندثار سوق عكاظ

هناك روايتان حِيال نهاية سوق عكاظ في العصر الإسلامي، حيث:

إحدى الروايات تُشير بأنّ السوق قد انتهى بعد ظهور العصر الإسلامي، وانتشاره بشكلٍ واسع في الجزيرة العربية، ممّا أدّى لقلّة الحاجة للسوق التي أدّت لنهاية السوق.
وفي الرواية الثانية، بأنّ السوق قد تعرّض للسرقة والنهب والتخريب على يد الحرورية في مكة، ممّا جعل الناس يتركون السوق خوفًا من السرقة.

إحياء السوق من جديد

بعد أن توالت عُصور عديدة على سوق عكاظ، قد توقف السوق لمدة تزيد عن 1300 عام، لتقوم المملكة العربية السعودية بعد هذه المدة، وفي عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على إحياء السوق من جديد عام 1428 هجري، ليُصبح بذلك من المعالم السياحية الأكثر شُهرة في المملكة، وتتوالى عليه الزّوار من كافة أنحاء المملكة، ومن العالم الخارجي على اختلاف طوائفهم ومُعتقداتهم الدينية، ويتمّ فيه تنظيم الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية، بالإضافة للعديد من المسابقات والفعاليات الأدبية التي تكون على مستوى العالم.

تاريخ إطلاق مهرجان سوق عكاظ من جديد

تمّ إطلاق مهرجان سوق عكاظ الأول عام 2007 ميلادي، الذي تهافتت عليه العديد من الزوّار من مُختلف أنحاء العالم، الذي بات حدثًا مهمًا تاريخيًا وثقافيًا يُعقد سنويًا من كلّ عام، ويُعبّر عن تاريخ العرب مع الاعتزاز بمشاعر الفخر للحضارة الثقافية القديمة، فقد بات سوق عكاظ في المملكة من المعالم السياحية التي يقصدها الزّوار من كلّ مكان، لمشاهدة روائع الحضارة التاريخية القديمة، وحداثة التطور الحضاري في المملكة بوقتها الراهن.

خاتمة تقرير عن سوق عكاظ التاريخي

نصلُ مع هذه المعلومات التاريخية، إلى نهاية تقريرنا والذي عملنا فيه على توجيه الأنظار لمعلمٍ من معالم التراث الحضاري عن العرب، الذي يحمل فِكرهم الأدبي وبلاغتهم الشعرية والنثرية، والذي لا زالت تهتمّ فيه المملكة السعودية وتعمل على تطويره والافتخار بمعالمه التراثية.