التعليم

التعليم الذكي للأطفال: مميزاته وعوامل نجاحه

التعليم الذكي للأطفال: مميزاته وعوامل نجاحه… من الشائع أن ترتبط الصورة النمطية للمدرسة بتلك المقاعد الخشبية والمدرس الذي يشرح الدروس على السبورة الداكنة أو البيضاء، ولكن دمج التقنيات الحديثة مع التعليم أوصلنا إلى ما يُسمى بالتعليم الذكي.

ما هو التعليم الذكي

التعليم الذكي هو مصطلح فضفاض يُستخدم لوصف التعليم في عصرنا لرقمي، وهو يعكس الآلية التي ساعدت من خلالها التقنيات الحديثة المتعلمين على استيعاب المعرفة والمهارات بشكلٍ أكثر فعالية وكفاءة وسهولة. في التعليم الذكي يُصبح المتعلم قائداً في العملية التعليمية بدلاً من أن يكون متلقياً ثابتاً، كما يكون المدّرس مُدرباً ومرشداً بدلاً من أن يكون مجرد معلمٍ تقتصر مهمته على تلقين التلاميذ بعض المعلومات.

التعليم الذكي للأطفال: مميزاته وعوامل نجاحه
التعليم الذكي للأطفال: مميزاته وعوامل نجاحه

مميزات التعليم الذكي

يُحقق استغلال التقنيات الحديثة في عملية التعليم عدداً من الميزات الهامة، ومن أهم ميزات التعليم الذكي مقارنةً بالتعليم التقليدي:

  1. المرونة: يسمح التعليم الذكي للطالب بالتعلم وفق وتيرته الخاصة بدلاً من الشعور بالضغط الناتج عن عدم القدرة على مواكبة التلاميذ الآخرين في الفصل
  2. انخفاض التكاليف: يخفض نظام التعليم الذكي قيمة التكاليف التي يتوجب على الطلاب دفعها حيث تكون الموارد المطلوبة أقل.
  3. توفر عدد أكبر من الكورسات المتاحة: لا تتقيد المدارس في نظام التعليم الذكي بقيود الوقت المكان مما يسمح لهم بتوفير عددٍ أكبر من الكورسات مقارنةً بالمدارس التقليدية، حيث يتمتع طالب التعليم الذكي بإمكانية الوصول إلى عددٍ أكبر من الدورات في الوقت الذي يُناسبه فيكون قادراً على  التعلم بشكلٍ أفضل.
  4. نطاقات متعددة للتواصل مع المدرسين: قد يكون وجود عدة طرق لتواصل الطلاب مع المدرسين واحداً من أفضل ميزات التعليم الذكي فيمكن لك أن ترسل بريداً الكترونياً للمعلم أو أن تُدردش معه بخصوص ما لم تفهمه مما يساعد على تعزيز فهمك للموضوع.
  5. التواصل مع الزملاء في مجموعات الدردشة الافتراضية: يُتيح التعليم الذكي أيضاً للطلاب أن يتواصلوا مع بعضهم البعض ضمن مجموعات الدراسة بهدف النقاش، هذا الأمر يزيد من قدرتهم على التعلم ويُفتّح عقولهم على الأفكار الجديدة.

استراتيجيات التعلم الذكي

هنالك العديد من الاستراتيجيات الممكن اتباعها عند تطبيق عملية التعلم الذكي، ويمكن أن تختلف هذه الاستراتيجيات بشكل ملحوظ بين المدارس ومن دولة لأخرى وفقاً للمعايير التي يتم تحديدها بهدف الوصول إلى النتائج المطلوبة من التعلم الذكي.

أحد الاستراتيجيات المستخدمة في عملية التعلم الذكي هي إلغاء فكرة الاعتماد الكلي على الكتاب كمصدر وحيد للمعلومات وتغيير أسلوب الامتحانات التقليدي الذي يعتمد على السرد واستبداله بامتحان عملي يتضمن أنشطةً عملية تضمن تعلم الطالب المهارات الحياتية الضرورية من التعليم عوضاً عن الحفظ السردي.

يمكن أن يتم توفير عدة مصادر للدروس والمعلومات حيث تتوفر من خلال الحضور المباشر وعبر منصات الكترونية على موقع المدرسة، ويقوم المدرسون بتقييم أداء الطلبة ومشاركاتهم في الدروس وواجباتهم وفق المعايير التي تم تحديدها مسبقاً. [3]

عوامل نجاح التعلم الذكي

من أجل ضمان نجاح عملية التعلم الذكي يجب استخدام استراتيجيات التعلم الذكي التي تضمن عدداً من العوامل مثل:

  1. تحديد الأهداف التي تُركّز عملية التعليم الذكي على الوصول إليها وتحديد البرنامج المستخدم مع تأهيل المعلمين والمدراء ليكونوا جاهزين لتطبيق استراتيجيات التعليم الذكي.
  2. تحديد آلية نقل العملية التعليمية من التعليم التقليدي إلى التعلم الذكي وفق خطة مدروسة مع إجراء كافات الحسابات المالية بشكلٍ يضمن تحقيق الأهداف المطلوبة.
  3. العمل على نقل الطلاب من التعليم التقليدي إلى التعليم الذكي بشكل متدرج بشكل يُساعد كافة الطلاب على استيعاب الأساليب الجديدة.
  4. تحديد آليات مدروسة لتقييم التلاميذ بشكل يُساعد على تجاوز كافة العقبات التي يمكن أن تُواجه عمليات التحول إلى التعليم الذكي.
  5. تأمين كافة المستلزمات الضرورية من أجل التحول إلى التعليم الذكي بما يتضمن المستلزمات المادية وتأهيل المُدرّسين والمشرفين المدرسيين لضمان سير التحول بخطى ثابتة نحو النجاح.

متطلبات التعلم الذكي

إنّ تطبيق التعليم الذكي ليس أمراً بسيطاً فهو يتطلب العمل على تحديث البنى التحتية للمدارس وهذا يعني أولاً توفير شبكات تواصل ذات سرعات اتصال عالية وخدمات تكنولوجية متقدمة، كما يتطلب أيضاً تعديل المناهج الدراسية لتتوافق مع أنظمة التعليم الذكي.

وعند توفير ذلك من الواجب بالطبع توفير العديد من التقنيات ضمن الصفوف والتي تتضمن:

  1. اللوح التفاعلي البديل عن اللوح الأبيض والذي يستخدم الشاشات الرقمية وتقنيات التحكم باللمس من أجل توصيل المعلومات للتلاميذ.
  2. الأجهزة الالكترونية للتلاميذ مثل الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة والتي تسمح للطلاب بالتفاعل مع المدرّس بشكلٍ أفضل وتسهل عليهم عمليات البحث والدراسة والوصول إلى الانترنت.
  3. معدات العروض التقديمية مثل أجهزة الاسقاط التي تسمح للطلاب بالتعلم بشكلٍ ممتع وتفاعلي.
  4. أنظمة التعلم عن بعد التي توفر إمكانية الاستفادة من خبرات بعض المعلمين دون الحاجة لتواجدهم في الصف والتغلب على مشاكل نقص المعلمين.
  5. الكاميرات لتسجيل المحاضرات، فحضور المحاضرة شيء هام ولكنّ إمكانية مشاهدة الدرس من جديد قد تكون بالغة الأهمية للطلاب ويمكن أن يكون لها دور هام في تثبيت المعلومات لدى الطلاب.

ألعاب التعليم الذكي

في السنوات الأخيرة بدأت الأبحاث بالتركيز على أهمية تعزيز العملية التعليمية من خلال استخدام الألعاب الرقمية، لكن ورغم كونها أدواتٍ مرنة ومفيدة للتعلم لم يتمكن المعلمون من إيجاد طرق مؤكدة لدمجها في العملية التعليمية، مع ذلك فهي تُستخدم بشكلٍ ما في التعليم لكونها أسلوباً جذاباً لتعليم الطلاب بسبب قدرتها على توليد الحماس وإيصال الأفكار للتلاميذ.

في النهاية… مهما كان مصطلح التعليم الذكي غامضاً للوهلة الأولى، إلا أنه يشمل التقنيات والتكنولوجية الذكية التي تتطور بشكل متسارع في عصرنا، وقد أثبت التعليم الذكي نجاحه مع انتشار وباء كورونا واضطرار العديد من دول العالم إغلاق المدارس بشكل جزئي أو كلي، مع اعتماد التعليك الذكي لمتابعة تدريس الطلاب من المنزل.

 

 

 

فضلا لأأمرا إدعمنا بمتابعة  على قناتنا هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى