حياتنا

متى تكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية

متى تكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية؟…لا شك أننا قد تعرضنا جميعاً للظلم في إحدى فترات حياتنا، أو ربما نكون نحن من أخطأ في حق شخص ما في مرحلة ما، وعلى الرغم من أننا قد نشعر بالسوء في حالة لو ظُلمنا، إلا أننا لا يمكن أن نعيش بمعزل عن الآخرين، فلا مفر من أن يتفاعل الناس مع بعضهم البعض، ومن ثم فالاعتذار قد يكون كفيلاً بمحو الظلم أو الأذى أو على الأقل تقليل تبعاته،وفي هذا المجال تحدقت  أمل فطين سعد استشاري تنمية بشرية وعلاقات إنسانية في حديث حول الاعتذار وأخطائه وتحمل مسؤوليته.

متى تكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية
متى تكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية
  • لماذا يصعب على الناس تحمل مسؤولية أخطائهم؟

تقول أمل فطين سعد لسيدتي: بعض الأحيان قد يكون الاعتذار غير كافٍ، فعندما يخطئ شخص ما في حق شخص آخر فإن الثقة بينهما تتعرض للخطر، واعتماداً على نوعية العلاقة يبرز مدى وقوة الشعور بالظلم، وفي الوقت الذي يمكن تعويض الطرف المتضرر، أحياناً لا يمكن تحقيق ذلك إلا جزئياً، وأحياناً يكون من المستحيل استعادة أي مستوى من الثقة.

  • كيف تتعامل مختلف الشخصيات مع الأخطاء؟

الشخصية التي تدعي البطولة تتحمل مسؤولية ليست لها

تقول فطين: بعض الأشخاص قد يجدون صعوبة كبيرة في تحمل المسؤولية عن أفعالهم، بينما يعتذر آخرون بغزارة ويتحملون المسؤولية عن أشياء ليسوا مسؤولين عنها، إلا أن كل هذه السلوكيات ليست بناءة. فالمسؤولية التي يجب أن تتحملها فقط هي مسؤولية أخطائك أنت وليس مسؤولية شخص آخر، كذلك في المقابل، يجب ألا تتهرب من مسؤوليتك الشخصية عن الأشياء التي قمت بها وأسأت بها للآخرين.

الشخصية التي تعاني الخجل المزمن، والتهرب من الشعور بالذنب وصولاً لقلة التعاطف

يعاني بعض الأشخاص من الخجل المزمن وتفاقم الشعور بالذنب، وعندما يكبرون فهم يشعرون بالخوف من الاعتراف بأنهم ارتكبوا أخطاء ، فقد عوملوا بشكل غير عادل في مواقف مماثلة في الماضي. لذا، عندما يصلون لمرحلة الشباب والنضوج، يميل هؤلاء الأشخاص لتجنب المسؤولية أو التهرب منها، أحياناً إلى درجة النرجسية الشديدة والاعتلال الاجتماعي حيث لا يرون حتى الآخرين كبشر، فتحملهم المسؤولية يؤدي إلى مستوى لا يطاق من الألم الداخلي، مما يجعلهم ينكرون أو يلومون الآخرين أو حتى يحملونهم هم المسؤولية ظلماً بدون وعي.

الشخصية التي تخاف من جعل الأمور تسوء

متى تكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية
متى تكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية

في بعض الأحيان يعاني مرتكب الخطأ بالندم والشعور بالذنب ويريد تصحيح الأمور ولكنه يخشى من الطرف المتضرر أنه لن يتعاطف مع الاعتذار وبعبارة أخرى، يميل بعض الناس إلى إلقاء اللوم على أنفسهم بسبب سوء معاملة الناس لهم. فيشعرون بالخجل أو حتى بالذنب لأنهم عرضوا أنفسهم لهذا الموقف الذي قاموا فيه بإيذاء الآخرين ونتيجة لذلك، فمن الصعب جداً على مرتكب الذنب حسن النية أن يتحدث عن الأمر لأنه لا يريد أن يجعل الطرف المتضرر يشعر بمزيد من السوء، أو يمكنه أن يقول إن الشخص الذي تعرض للأذى سوف يتجاهل الأمر فقط، أو يقلل من شأنه أو يلوم نفسه على ذلك.

  • أخطاء الاعتذار

تقول أمل: على الرغم من صعوبة تحمل المسؤولية عند الاعتذار، إلا أن الكثير من الناس ما زالوا يحاولون القيام بذلك. في بعض الأحيان يكون الأمر حقيقياً، وفي بعض الأحيان يكون غير حقيقي إلا أنه لا يزال مغلفاً بالرغبة في تجنب المسؤولية، وفي أحيان أخرى يكون تلاعباً بحتاً، فيما يلي بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأشخاص أثناء محاولتهم الاعتذار:

عدم استخدام جملة (أنا آسف لما حدث لك)

إذا كنت أنت سبب المشكلة، فيجب عليك الاعتراف بالخطأ ومن ثم الاعتذار بقولك “أنا آسف”؛ لأنني فعلت ذلك، يدل عدم الاعتذار والاعتراف بالخطأ ثم الأسف، على أنك تريد تجنب المسؤولية، أو إلقاء اللوم على شخص أو شيء آخر.

الاعتراف بأنك لم تتسبب في الأذى

عندما تقول: أنا آسف لأنني جعلتك تشعر بالغضب أو بالضيق مما حدث بسببي. أنت هنا تنقل المشكلة، وبالتالي المسؤولية، إلى الطرف المتضرر. فالمشكلة هنا ليست الفعل المؤذي الذي ارتكبته، بل كيف يشعر الطرف الآخر تجاه فعلتك.

تكرار الموقف المؤذي

الهدف الأساسي من التعويض عن الخطأ عدم تكراره مرة أخرى. فإذا استمر المخطئ في إيذاء الشخص الآخر والاعتذار بدون هدف فهذا يعني أن الاعتذار غير صادق أو أن المعتذر غير قادر على تغيير سلوكه، وفي كلتا الحالتين، العواقب للطرف المتضرر هي نفسها.

الشعور بالغضب إذا لم يقبل الطرف المتضرر الاعتذار

يعتمد قبول الاعتذار في معظم الحالات على كيفية تصرف مرتكب الخطأ، حيث يعتقد الكثيرون خطأً أن الأمر متروك للطرف المتضرر أن يسامحهم أو لا، وأن مسؤولية المخطئ تتوقف عند الاعتذار، ولكن في واقع الأمر فالاعتذار قد يكون غير كافٍ إذا كان الشخص المتأذي ما زال يشعر بالسوء، أو يجد أن التعويض مستحيل أن يعيد الأمر لنصابه، ولذلك لا بد للمخطئ أن يتحلى بالصبر والتفهم في حالة لم يجد الطرف الذي أساء له متسامحاً أو متقبلاً لاعتذاره.

• 5 قواعد للاعتذار بشكل صحيح

قل المسؤولية عما أنت مسؤول عنه بالفعل، ومن ثمّ فلتتعلم كيفية إدارة المشاعر غير السارة التي قد تظهر بشكل بناء.

  1. استخدم لفظ “أنا آسف” ولا تخجل من ذلك. يمكنك دائماً محاولة شرح سبب خطئك، أو ما الذي دفعك إلى القيام بما فعلته، لكن لا تعتذر لمجرد التنصل من المسؤولية.
  2. كن شجاعاً بما يكفي وافعل ما بوسعك حتى لا تقع بالخطأ مرة أخرى فتؤذي الآخرين. اعمل على نفسك وقم بتغيير خصائصك غير المرغوب فيها. بخلاف ذلك، إذا قمت بإيذاء الشخص بشكل متكرر وخاصة بنفس الطريقة، فإن محاولة التعويض لا معنى لها أو تُعد تلاعباً.
  3. حاول تقديم تعويض عادل قدر الإمكان، فحقيقة أنه من المستحيل تعويض الضرر بالكامل لا تعني أنك غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك، أو تحسين الوضع على الأقل قليلاً.
  4. لا تجعل الأمر يتعلق بنفسك. فلا تضغط على الشخص ليسامحك. كن متعاطفاً. لا يتعلق الأمر بإدارة مشاعرك، بل يتعلق بتصحيح الأمر واستعادة الثقة مع إخوانك من البشر.

متى تكون الاعتذار وسيلة لمحو الظلم وتحمل المسؤولية

 

فضلا لأمرا إدعمنا بمتابعة  على قناتنا 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى