التعاون في الإسلام
جدول المحتويات
التعاون في الإسلام…هل يجوز التعاون مع الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة؟ وإلى أي مدى يمكن التعاون؟ نرجو الإفادة، جزاكم الله خيرًا.
ومن التعاون على البر والتقوى ومن التواصي بالحق والصبر عليه، توضيح الأحكام الشرعية والتحذير من البدع، وإيضاح العقيدة الصحيحة التي درج عليها سلف الأمة من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم بإحسان.
التعاون في الإسلام
التعاون هو أحد القيم التي حثنا الله تعالى عليها في كتابه الكريم كما حثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته المباركة. وقد جاءت نصوص الشَّريعة بالخطاب الجماعي، فقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ” وردت (89) مرَّة، وقوله: “أَيُّهَا النَّاسُ” عشرين مرَّة، وقوله: “بَنِي آدَمَ” خمس مرَّات، دلالة على أهمية الاجتماع والتَّعاون والتَّكامل. و التَّعاون في الاصطلاح هو: (المساعدة على الحقِّ ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه).
التعاون في القرآن الكريم
أمر الله تعالى المؤمنين بالتعاون وحثهم على ذلك، فقال: “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة – 2). وقال الله ايضًا: “قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا” (الكهف – 95). وأيضًا: “وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ” (طه – 29 – 32).
وقال ابن كثير في تفسيره: (يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو البرُّ، وترك المنكرات وهو التَّقوى، وينهاهم عن التَّناصر على الباطل، والتَّعاون على المآثم والمحارم).
وقال القرطبي: “هو أمرٌ لجميع الخَلْق بالتَّعاون على البرِّ والتَّقوى، أي ليُعن بعضكم بعضًا، وتحاثُّوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عمَّا نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافقٌ لما رُوِي عن النَّبيِّ ﷺ أنَّه قال: “الدَّالُّ على الخير كفاعله.
وقال الماورديُّ: “ندب الله سبحانه إلى التَّعاون بالبرِّ، وقرنه بالتَّقوى له؛ لأنَّ في التَّقوى رضا الله تعالى، وفي البرِّ رضا النَّاس، ومَن جمع بين رضا الله تعالى ورضا النَّاس فقد تمَّت سعادته، وعمَّت نعمته”.