حياتنا

لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل وكيف أتغلب عليها

لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل وكيف أتغلب عليها…مما لا شك فيه أن الذكريات المؤلمة تستغرق وقت طويل في الذاكرة ويكون من الصعب نسيانها ، ولكن في نفس الوقت هناك بعض العوامل المؤثرة في مقدار تذكر الذكرى المؤلم كمقدار الألم والأسى الذي يمر به الفرد ، ومدى الدعم المعنوي التي يتلقاه الفرد من المحيطين به ، والأحداث اللاحقة للحدث المؤلم ، وقدرة الفرد على فهم حكمة الله ، ولكن ينبغي اتخاذ خطوات إيجابية للتغلب عليها

لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل وكيف أتغلب عليها
لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل وكيف أتغلب عليها

لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل

  • يؤكد علماء النفس أن الذكريات المؤلمة تصاحبنا لزمن طويل حيث أنها تظل معلقة في الذاكرة لفترات زمنية أطول من الذكريات السعيدة ، وتأثيرها يختلف من فرد لأخر حيث أن بعض المشاعر المؤلمة السلبية قد تؤدي إلى بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب ، وذلك يرتبط بشعور الفرد بصدمة نفسية كبيرة وأن مقدرته أقل بكثير من تحمل الذكرى المؤلمة التي يمر بها
  • يوضح الخبراء أن التأثيرات اللاحقة للذكرى المؤلمة من العوامل المؤثرة على الفترة الزمنية التي يستغرقها الفرد في ترسيخ الموقف المؤلم بالذاكرة ، على سبيل المثال يصاحب ألم المخاض عند المرأة ألم يفوق أي ألم جسدي ، ولكن بوصول الطفل ورعايته تؤدي العلاقة الوثيقة بين الطفل والأم إلى تحول الذكرى المؤلمة لذكرى سعيدة لأن بسببها تحقق حلم الأمومة ، وذلك على العكس من الموقف المؤلم الناتج عن فقدان شخص عزيز الذي يستمر لطيلة العمر بسبب عدم التمكن من رؤية ذلك الشخص ، وذلك لا ينفي أن الألم يقل مع مرور الوقت ومع الاندماج في المجتمع .
  • بالتأكيد أن الذكريات المؤلمة تترسخ في الدماغ لفترات طويلة ، ولكن تعليق الموقف المؤلم دون إيجاد حل له لعدة أشهر أو سنوات يجعله معلق في الذاكرة لزمن طويل ، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك في بعض الأحيان للأزمات النفسية والاكتئاب ، بينما إيجاد حلول للموقف المؤلم يهون على الفرد تلك الذكري ويقلل من تأثيرها السلبي عليه.
  • يؤدي الاستسلام للأفكار السلبية الناتجة عن مشاعر اليأس والإحباط بعد الموقف المؤلم إلى رفض الفرد للواقع المؤلم ، ويمكن أن يؤدي لرفضه أن يستمر في الحياة بسبب فقدان الأمل والهدف ، وبهذا يجعله يقرر الانعزال عن المجتمع ويصاب بالاكتئاب والأمراض النفسية ، وقد يحاول الإيذاء بالنفس في حالة عدم الحصول على الدعم المعنوي والدعم من دكتور نفسي.

لماذا تعْلق الذكريات المؤلمة في ذاكرتنا أكثر من السعيدة

  • هناك بعض التفسيرات التوضيحية لمشكلة بقاء الذكرى المؤلمة لزمن طويل وتعلقها في الذاكرة ترتبط بقدرة الدماغ على تذكر الأحداث السلبية المؤلمة وترسيخيها في الذاكرة بشكل أفضل من الذكريات السعيدة ، وذلك لأن حين يتعرض الفرد لموقف صعب مؤلم يحدث نشاط وتحفيز لخلايا الدماغ ، وذلك يكون من العوامل المسببة لتعلق الذكرى المؤلمة لزمن طويل.
  • أشارت دراسة أن التعرض لمواقف مؤلمة صعبة مخيفة يؤدي لتحفيز هرمون الأدرينالين في الجسم الذي يكون مسئول عن زيادة مستويات الوعي والتركيز والانتباه ، وذلك يساهم في ترسيخ الذكرى المؤلمة في الدماغ وفي الذهن لفترة أطول ، وفي الكثير من الأحيان يكون من الصعب نسيان الموقف المؤلم بسهولة بل يستغرق الأمر أشهر متعددة وربما سنوات.

سبب تذكر الذكريات المؤلمة في الحياة فجأة

  • أن تذكر الذكريات المؤلمة في الحياة فجأة يرجعه الخبراء لعدد من العوامل المرتبطة مثلاً بتاريخ الذكرى المؤلمة ذاتها ، على سبيل المثال وفاة شخص عزيز يوم 15 مارس فأن ذلك التاريخ أو اقتراب ذلك التاريخ يعيد الذكرى المؤلمة للذهن والذكريات الماضية مع ذلك الشخص.
  • قد يرجع سبب تذكر الذكريات المؤلمة فجأة إلى الحالة النفسية ، ولقد أشارت دراسة أن تدني الحالة النفسية للفرد تجعله يعيد تذكر بعض الذكريات المؤلمة المعلقة في الذاكرة ، وذلك بالمقارنة بالأوقات التي يتمتع بها السعادة والحالة النفسية الجيدة.
  • قد يرجع سبب تذكر الذكريات المؤلمة فجأة إلى استحضار موقف مشابه للموقف المؤلم  ، أو تكرار الأجواء المحاطة بالموقف المؤلم أو ما شابه ، على سبيل المثال حضور عزاء لوفاة والد صديق مقرب قد يجعلك تستحضر نفس الموقف الذي مرت به أثناء حضور عزاء والدك المتوفي أو شخص مقرب لقلبك ، فتعدد الأسباب وراء تذكر الذكرى المؤلمة ولكن من الضروري أتباع خطوات للتخلص منها حتى لا تتداخل بالسلب مع حياتنا وقدرتنا على أداء مهامنا أو اندماجنا مع المجتمع.

خطوات للتعامل والتخلص من الذكريات المؤلمة

يوضح أطباء النفس أن من الضروري أن يبذل الفرد خطوات لنسيان الذكرى المؤلمة لأن ترسيخها في الدماغ لزمن طويل قد يكون له تأثير سلبي عليه ويؤثر على حياته اليومية أو يكون سبب للإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب ، ولهذا نوضح خطوات التعامل مع الذكرى المؤلمة.

عدم الاستسلام للذكرى المؤلمة

  • يجب على الفرد عند التعرض لموقف مؤلم أن لا يستلم له ويحصر حياته في إطار هذا الموقف ، لأن ذلك يجعله يرفض الواقع ويرفض الاستمرار في الحياة ، ومع الوقت يصاب باكتئاب يدفعه للإيذاء بالنفس أو الانتحار مثلما يحدث للأشخاص عند التعرض لموقف مؤلم ناتج عن صدمة نفسية ، وأنما يتم مواجهة ذلك بالاندماج في المجتمع واستكمال الحياة والانخراط في الحياة العملية ، مما يساعد على تقليل التفكير في الموقف المؤلم ، وبالتالي يشعر الفرد بتقبل الحياة.

عدم الانعزال عن الحياة

  • ينبغي على الفرد أن يواجه الموقف المؤلم بعدم الانعزال عن الحياة  ، لأن الانعزال عن المجتمع  يجعل التفكير قاصراً على هذا الموقف مما يكون له تأثير سلبي على قدرة الفرد على مواصلة حياته ومهامه ، ولكن يتم مواجهة هذا الموقف بالاندماج في الحياة والمجتمع والأصدقاء ، والنظرة الإيجابية لدوره الهام في حياة الأشخاص المحيطين.

الإيمان بالله والعوض القادم

  • إن الإيمان بالله أول الخطوات التي تساعد الفرد على العبور من الموقف المؤلم  ويجعل الفرد يتقبل الأمر برضا لأن ذلك يرسخ في ذهن الفرد أن الله قادر على العوض بأحداث سعيدة على قدر الألم الناجم عن الذكرى السيئة ،  على سبيل المثال أن فقدان شخص عزيز بالتأكيد يعتبر من الذكريات المؤلمة ولكن الإيمان  بالله وأنه لوحده له البقاء للأبد يساعد الفرد على تقبل الأمر ، ومع الوقت يقلل الألم ، وسوف يمنح الله له أشخاص أوفياء في الحياة يكونوا له الدعم والسند.

التحدث مع أخصائي متخصص

  • التحدث مع أخصائي متخصص في الصحة النفسية حل رائع للمساعدة على نسيان الموقف المؤلم والمساعدة على استكمال الحياة ، وينصح بذلك بشكل خاص بين الأشخاص الذين يشعرون بأن الموقف الذي تعرضوا له فوق قدرتهم على التحمل ، حيث يكون للطبيب المعالج دور كبير في المساعدة على العلاج وتقبل الأمر.

لماذا تصاحبنا الذكريات المؤلمة لزمن طويل وكيف أتغلب عليها

 

فضلا لأمرا إدعمنا بمتابعة  على قناتنا 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى