التعليم

أسرار التفوق الدراسي

أسرار التفوق الدراسي… يعد التفوق الدراسي حلماً وطموحاً للدارسين، ومطلباً أساسياً من الأهل إتجاه أولادهم، فالتفوق الدراسي لا يأتي بالتمنّي فقط، بل يحتاج إلى العديد من الأمور المسبقة والإعداد الكافي والإستعداد ، وقبل كل ذلك، يحتاج إلى الإرداة القويّة والرغبة الحقيقية في تحقيق التفوق الدراسي.
ولا يخفى على الجميع النتائج الإيجابية الكبيرة التي تعود على الشخص المتفوق، في ظل أن العالم في الوقت الحالي لم يعد يقدم الفرص بطريقة سريعة للأشخاص غير المتفوقين سواء على الصعيد الدراسي أو العملي، ولا ينحصر مفهوم التفوق الدراسي على المجال الأكاديمي النظري فقط، بل إن التفوق يمكن أن يكون على المستوى الشخصي والعملي والمهني أيضاً.
يقدم موقع جامعة تورنتو الكندية (utsc.utoronto.ca) بعض الأسرار والخطوات المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند السعي للتفوق الدراسي، نذكر منها ما يلي:

 أسرار التفوق الدراسي

“التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكن استخدامه لتغيير العالم.” – نيلسون مانديلا

أولاً: التنظيم وإدارة الوقت:

إن أول وأهم ما يجب التفكير به وإتمامه من قِبَل من يسعى الى التفوق الدراسي هو تنظيم حياته الشخصية وسلوكياته وإدراة وقته بشكل يجنّبه أي استنزاف أو ضياع للوقت والجهد، ويتمثل ذلك بوضع خطط واضحة ومنطقية لكيفية قضاء وقته وتقسيمه بين الواجبات الدراسية والشخصية والمنزلية، بحيث يحقق التوائم والإنسجام ويمنع التعارض بين شؤون حياته الخاصة ومساعيه الدراسية، ذلك لأن عدم التخطيط الجيد لكل ماسبق، سيؤدي إلى تعارض الشؤون الحياتية الخاصة مع الدراسة ويتسبب في استنزاف كبير للوقت والجهد وعدم الوصول إلى النتائج المطلوبة.
لذلك فإن التنظيم والتخطيط المسبق والجيد للوقت والنشاطات الخاصة والدراسية، وإعطاء كل منهما حقه الكافي، هو أهم ما يجب أن يلتزم به من يسعى الى التفوق الدراسي.

ثانياً: تحديد الأهداف:

لا يأتي التفوق بشكل عشوائي أو صُدفة، ولا يمكن الوصول إلى التفوق دون تحديد مسبق للهدف من هذا التفوق. فالأشخاص الذين يسعون إلى التفوق عليهم أن يحددوا الأهداف التعليمية والغاية من التفوق الدراسي وأن يضعها الشخص نصب عينيه دائماً، ويجب أن تكون تلك الأهداف واضحة ومنطقية مع تجنب الأهداف العامّة والمبالغ بها والأخذ بعين الاعتبار أن لكل مرحلة هدف معين ولكن لابد أن تصب جميعها لغاية أسمى مستقبلاً.
كما وأن تحديد الأهداف التي يسعى المتفوق إلى تحقيقها يسهّل عليه تأطير جهده تجاهها وتجنب التشتت والتوتر واستنزاف الوقت. ولا يجب أن تنسى عزيزي القارئ أن وجود هدف معين تسعى للوصول عليه، هو أكبر إلهام لك وتحفيز ذاتي لأجلك.

ثالثاً: الذكاء في بذل الجهد:

إن بذل الجهد الكبير ممن يسعوون إلى التفوق هو أمرٌ لا جدال فيه، فالجهد الكبير هو أساس التفوق، ولكن لابد على من يسعى للتفوق أن يستخدم ذكائه في بذل الجهد، بحيث يحاول الحصول على النتيجة المطلوبة بأقل وقت وجهد ممكن وتجنب الإطالة والتعقيد.
فمثلاً: يمكن تجنب قضاء الوقت الكبير في المكتبة لغايات المطالعة من خلال البحث عن مصادر كتب إلكترونية وتنزيلها على الهاتف الجوال ومطالعتها في كل وقت متاح، وكذلك البحث عن مصادر مفيدة ومختصرة للمواضيع التي ترغب بمعرفتها أو التعمق فيها بدلاً من البحث والذهاب إلى الأشخاص المختصين في كل مرة.

 أسرار التفوق الدراسي
أسرار التفوق الدراسي

رابعاً: المراجعة والمذاكرة:

من أهم أسرار التفوق الدراسي ” المراجعة الدورية والمذاكرة المستمرة” فلا يجب إغفال الفائدة الكبيرة التي تحققها مراجعتك لدروسك السابقة وما ينتج عنها من توثيق وتأكيد للمعلومات المهمة في العمل، مما سيسهّل عليك كثيراً درستها بشكل جيد عند حلول وقت الاختبارات بأقل وقت وجهد ممكن.
وكذلك فإن المواظبة على متابعة دروسك ومذاكرتها جيداً يزيد من مدى فهمك لها، والسعي إلى الاستزادة منها والبحث عن مصادر أخرى لإظهار تميزك وزيادة معلوماتك مقارنة بأقرانك، وهذا الأمر مهم جداً لتحقيق تفوقك على الصعيد الشخصي .

خامساً: البحث عن مصادر إضافية:

لا يجب على من يسعى للتفوق الدراسي أن يكتفي بمصادر التعلم التقليدية المتاحة لجميع الطلاب في المدرسة أو الجامعة أو المعهد، بل إن من أسرار التفوق الدراسي البحث عن مصادر إضافية حول موضوع الدراسة؛ لأن اطلاعك على المصادر الإضافية وقرائتها يساهم بشكل كبير على توسيع المدارك حول الموضوع، وترسيخ معلومات إضافية تعطيك تميزاً. فالاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة والبحث من خلالها على مصادر إضافية للتعلم، نظراً لما تحتويه على فائدة كبيرة ومصادر متنوعة يمكنك من الوصول إليها وتصفحها بكل سهولة.

سادساً: الصبر والمحافظة على الشغف:

لابد على من يسعى إلى التميز والتفوق الدراسي أن يتحلّى بالصبر الكبير، نظراً لأن طريق التفوق لا تخلو من الصعوبات الكبيرة والجهد المضاعف والتعب والسهر والتركيز الكبير، وكل ذلك يحتاج إلى صبر مضاعف بغية الوصول إلى الأهداف المنشودة.
ولابد أيضاً من المحافظة على شغف الوصول إلى التميز الدراسي وعدم التقاعص وتفضيل الراحة والميل إلى الأسهل، لأن المحافظة على الشغف لأجل الوصول إلى أهدافك يساهم بشكل كبير على تعزيز قوتك ومثابرتك وزيادة حماسك على بذل المزيد من الجهد للوصول إلى التفوق الدراسي.

سابعاً: التعاون وطلب الدعم:

من أهم أسرار التفوق الدراسي هو “التشاركية”، والذي يعني التعاون بين الزملاء، والمواظبة على النقاشات المثرية حول مواضيع الدراسة، وطلب الدعم من زملائك الذين تثق بهم، ومن أصحاب الاختصاص؛ فالعمل الجماعي والتشاركية مع الآخرين يساهم بشكل كبير على زيادة معلوماتك وتبادل الخبرات الجيدة، ولفت نظرك إلى بعض نقاط القوة والضعف التي يجب أن تعززها وتعمل عليها جيداً.
كما وأن مشاركتك الدراسة والأنشطة اللامنهجية مع زملائك والبحث في المصادر التعليمية الأخرى، يزيد من حماسك ويعطيك تشجيعاً أكبر على بذل المزيد وكسر الروتين.

ثامناً: ممارسة الإختبارات الذاتية:

لا يجب أن تكتفي ببذل الجهد اللازم على المذاكرة والمطالعة فقط، بل إن ممارسة الاختبارات الذاتية وحل التمارين الجانبية والمقترحة يحسن بشكل ملحوظ من قدراتك ومهاراتك الدراسية، ويجعلك أكثر تركيزاً ووعياً تجاه نقاط القوة والضعف لديك، مما يمكنك من الإعداد المسبق الجيد للاختبارات الحقيقية، وكسر جدار الرهبة والخوف من الاختبارات، وتأكيد معلوماتك وتحسين قدرتك على التعامل مع التمارين والأسئلة المتلفة والمتنوعة والحصول على نتائج ودرجات مرتفعة.

“التفوق هو النتيجة الطبيعية للتفكير بشكل مستمر والتحفيز الذاتي.” – بيل جيتس

في النهاية، إن إبتكار الحلول والطرق الفعالة لتحقيق التفوق الدراسي يعتمد عليك بالمقام الأول، ولا يجب أن تنسى أن التفوق الدراسي لا يأتي بشكل مفاجئ أو عندما تطلبه، بل هو نتيجة وغاية لأسباب ووسائل سابقة كثيرة ينبغي عليك الإلتزام بها والمواظبة عليها.
ولا ينحصر التفوق كما أوضحنا في المقدمة بسياق الدراسة الأكاديمية النظرية فقط، بل إن الأسرار والنصائح التي أوردناها سابقاً تساهم بشكل كبير على تحقيق التفوق الشخصي والعملي والمهني في أغلب المجالات الدراسية والعلمية، لذلك فإن التفوق هو اختيار شخصي بالدرجة الأولى والأهم.

 

 

فضلا لأمرا إدعمنا بمتابعة  على قناتنا 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى