المقالات

التحلي بالشجاعة عند اتخاذ قرارات حاسمة في الحياة

شعرتُ كأنَّني أقف على حافة منحدر ولم يكُن أمامي سوى السواد، وكان الخياران الوحيدان لدي هما إمَّا أن أستدير وأعود أو أن أقفز إلى المجهول. لقد قفزت على أمل أن يلتقطني أحدٌ ما أو أستطيع التحليق، ولقد كان ذلك في صيف إحدى السنوات الماضية؛ إذ كنتُ جالسةً في ورشة العمل الأولى للتأمُّل عندما بدأ المعلِّم يتحدث عن الثقة العمياء وأدركت أنَّني أعانيها، ولكنَّ توقيت الدرس لم يدفعني إلَّا إلى المضي قدماً فيما كنت أفعل.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المعالجة الطبيعية “جيني إليس” (Jenny Ellis)، وتُحدِّثُنا فيه عن تجربتها الشخصية في التحلي بالشجاعة عند اتِّخاذ قرارات حاسمة في الحياة.

التحلي بالشجاعة للانسحاب عندما لا يتبقى لك شيء تحتفظ به:

تقول الشاعرة “مايا أنجلو” (Maya Angelou): “الشجاعة هي الأهم من بين جميع الفضائل؛ وذلك لأنَّك دون الشجاعة لا يمكنك ممارسة أيَّة فضيلة أخرى باستمرار”.

لقد أدركتُ أنَّه بينما كانت حياتي تبدو مرضِية ظاهرياً، شعرتُ في أعماقي بأنَّني أحيا حياة رتيبة؛ إذ كنتُ أستيقظ في الساعة الرابعة والنصف كل صباح لأستقل القطار إلى واشنطن العاصمة، وكان لدي عمل مستقر وأقوم بشيء أحبه “وهذا أحد الأشياء التي كنت ممتنةً إليها”؛ ومن ثم كنت أعود بعد العمل إلى منزل امتلكناه لمدة عام تقريباً، وكان لدي ابن جميل “شيء آخر كنت ممتنةً إليه”، وزواج تمثَّل في علاقة استمرت 15 عاماً مع شخص واحد.

ومع ذلك، فإنَّ ما بُنِي تدريجياً طوال تلك السنوات الخمس عشرة كان بمنزلة تنازلات أدَّت إلى تغيير توقعاتي وذاتي، وفي محاولة لإنقاذ العلاقة من خلال تغيير نفسي لإصلاح الأشياء الخاطئة، فقدت هويتي.

الشجاعة في اتخاذ القرارات:

يقول الفيلسوف “لاو تزو” (Lao Tzu): “عندما أترك ما أنا عليه، أصبح ما يجب أن أكون عليه”.

عندما أدركتُ أنَّني أريد أن أعيش الحياة بدلاً من أن أكون مجرد عابر سبيل فيها، قررت أنَّ أول شيء يجب أن أفعله هو بناء شعوري بتقدير ذاتي مرة أخرى، وركزت في نقاط قوتي والأشياء التي أقدِّرها في نفسي، والأهم من ذلك لقد عاهدتُ نفسي أن أبقى دائماً صادقة معها، وطوال الأشهر العديدة التالية انحسر الاكتئاب الذي كان قد بدأ بسحبي نحو القاع، وكانت الحياة أكثر إشراقاً.

شعرتُ بالثقة عندما بدأتُ أشعر كأنَّني عدت إلى ذاتي القديمة مرة أخرى، واعتقدت أنَّ هذه الثقة المكتشفة حديثاً ستساعدني على التظاهر بأنَّ زواجي كان جيداً إلى أن يتخرَّج ابني من المدرسة الثانوية، ثم يمكنني أن أطلب الطلاق، فلقد انفصل والداي عندما كان عمري 12 عاماً، وقد تعهدت أنَّني لن أطلب الطلاق أبداً، وخاصة عند وجود أطفال في المنزل.

في يوم من الأيام عدتُ إلى المنزل إلى طفلي البالغ من العمر 3 سنوات وقد كان يعاني من واحد من الانهيارات المعتادة، ثم نظرت إلى وجهه الباكي وأدركت: “إذا بقيت في هذه العلاقة، فقد يواجه هذا الطفل الصغير التعيس 15 عاماً أخرى من التعاسة، بالإضافة إلى ذلك كيف ستكون علاقتي هذه قدوة له حينما يكبر؟”، في تلك اللحظة قررت أنَّ الطلاق كان الحل الوحيد حقاً.

أنت تتحلى بالشجاعة التي تحتاج إليها:

استغرق الأمر مني شهراً لأكتسب الشجاعة لأقول لزوجي آنذاك إنَّني أريد الطلاق، ثم استغرق الأمر عدة أشهر أخرى لأنتقل من المنزل، وفي تلك الأشهر التي سبقت مغادرتي كنت أجد نفسي محاصرةً بالرعب المطلق؛ فهل يجب أن أتراجع وأواصل الحياة التي كنتُ أعيشها لأنَّها كانت مألوفةً لي؟ أخبرني حدسي بأنَّني كنتُ أتَّخذ القرار الصحيح على الرغم من أنَّه يتعارض مع الأعراف المجتمعية للزواج، ويخالف ذلك الوعد الذي قطعته على نفسي منذ فترة طويلة وجعلني أشعر بالضعف والوحدة التامة.

لأنَّني قد تقبَّلت نقاط قوتي؛ فقد تمكَّنت من أن أكون صادقة مع نفسي ووجدتُ الشجاعة للمتابعة في قرار بدء حياة جديدة رغم الخوف، وبالإيمان بنفسي واتِّخاذ القرارات الصعبة والثقة العمياء بحدسي؛ تمكنت من النجاح.

لقد تغيرت حياتي أمام عيني وبدأتُ حياة جديدة؛ إذ وجدت توأم روحي، وبعد عام رُقِّيتُ إلى منصب جديد؛ إذ عملت في أعلى منصب في الوكالة، والآن أنا أسافر حول العالم مع عائلتي وأساعد النساء من جميع الأعمار على تقدير الذات والثقة بالنفس.

 

 

شاهد أيضا

شركة أرامكو توتال ساتورب تعلن وظائف إدارية لحملة الدبلوم والبكالوريوس

“لبرد الشتاء”.. أطعمة صحية تمد الجسم بالحرارة

اختبار قصير دورة حياة الفراشة اللغة العربية الصف الخامس – بوربوينت الفصل الدراسي الأول 2022 المنهاج الإماراتي

تابعنا ع��ى قناة مناهج عربية ع��ى التلغرام

👇 👇 👇
https://t.me/eduschool41

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى