الصحة والتغذية

ارتفاع حموضة الدم .. يؤدي إلى خلل في وظائف الجسم

يؤدي ارتفاع مستوى الحمض في جسم الأشخاص إلى الإصابة بارتفاع حموضة الدم، وتختلف شدة هذه الإصابة بحسب السبب وراءها.
تتسبب زيادة حموضة الدم في الإصابة ببعض المشاكل الصحية والخلل في بعض وظائف الجسم مثل خفقان القلب؛ بل يصل الأمر إلى حدوث تشوش في إدراك الشخص، وبعض الحالات الخطِرة تصل إلى الوفاة.

ارتفاع حموضة الدم، يستخدم في العادة العامل الهيدروجيني، أو ما يسمى بالـ«بي إتش»، لقياس حموضة الدم أو قلويته، وغيره من السوائل، وتكون نسبة حموضة الدم طبيعية عندما تتراوح قيمة العامل الهيدروجيني بين 7.35 إلى 7.45 درجة.
يعرف الأطباء ارتفاع حموضة الدم أو الحماض الأيضي على أنها انخفاض قيمة العامل الهيدروجيني عن قيمته الطبيعية، وذلك إما بسبب زيادة أيونات الهيدروجين وتراكم الأحماض في الدم، أو نتيجة نقص كمية أيونات البيكربونات.
يعد النوع الثاني من هذه الحالة وهو الحماض التنفسي، الذي يكون سببه فقدان الرئتين قدرتهما على التنفس بصورة طبيعية، وتصبح هناك صعوبة في إخراج ثاني أكسيد الكربون من الجسم كما يجب.
يعد ارتفاع حموضة الدم من الأمراض المنتشرة في عصرنا، وتتراوح هذه الحالة بين البسيطة والشديدة، فربما كانت معتدلة أو خطِرة حتى أنها تهدد حياة المصاب، ويعتمد العلاج على سبب الإصابة ومدى خطورة الحالة.

تبدأ في الكلى – ارتفاع حموضة الدم

تبدأ في العادة الإصابة بارتفاع حموضة الدم في الكلى، وذلك عندما تفقد مقدرتها على فلترة وإخراج المواد الحامضية، أو عندما تتخلص من المواد القلوية التي تعادل حموضة الدم بصورة مفرطة.
يمكن أن يرجع ارتفاع حموضة الدم إلى العديد من الأسباب والحالات، كأن يتناول المصاب بعض المواد الحامضية أو التي تتحلل في الجسم إلى مواد حامضية كالميثانول، أو بسبب تناول كميات كبيرة من الأسبرين أو حمض الأسيتيل ساليسليك.
يؤدي إلى هذه الحالة كذلك فقد الجسم للمواد القلوية، كفقدان البيكربونات من خلال القناة الهضمية، وذلك عندما يصاب الشخص بإسهال أو تقيؤ.
يحدث هذا الفقد أيضاً عند الخضوع لبعض العمليات الجراحية، كالتفميم اللفائفي، ويسمى ارتفاع حموضة الدم بسبب فقد الجسم للمواد القولية بالحماض الناتج عن فرط كلوريد الدم.
يتسبب عدم السيطرة على مرض السكري، وانخفاض نسبة الأنسولين التي يحتاج إليها الجسم في إنتاج ما يعرف بالحماض الكيتوني السكري، وتتراكم الأجسام الحامضية، والتي تعرف بالكيتونات داخل الجسم مؤدية إلى هذه الحالة.

اضطرابات الأيض

يمكن أن تتسبب بعض اضطرابات عمليات الأيض في تراكم المادة الحمضية، التي تعرف بحمض اللاكتيك، وب��لتالي ترتفع حموضة الدم.
يؤدي كذلك إلى الإصابة بهذه الحالة تناول المنبهات، وبالذات الكافيين، واستنشاق المبيدات الحشرية بكمية كبيرة، وتناول الأطعمة المحتوية على نسبة كبيرة من الدهون والكربوهيدرات والسكريات، وتعاطي المواد المخدرة وتناول المشروبات الكحولية، ومن الممكن أن يتسبب أيضاً في هذه المشكلة تناول اللحوم الحمراء والألبان المبتسرة التي تخزن لفترة طويلة.
يتسبب ممارسة الرياضة بشكل عنيف، وفي بعض الحالات عدم ممارسة الرياضة في ارتفاع حموضة الدم، بسبب انخفاض نسبة الأكسجين فترات طويلة.
يعد المصابون بالسكري، ومرضى الكلى، والمصابون بفشل الكبد، ومن يعانون الأمراض القلبية والأمراض النفسية من أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذه الحالة.

ضيق التنفس

يؤدي ارتفاع حموضة الدم في العادة إلى تحفيز مراكز التنفس في الدماغ، وذلك حتى تزيد من سرعة التنفس وعمقه.
يكون الهدف من ذلك أن يحاول الجسم التعويض عن حموضة الدم بإخراج ثاني أكسيد الكربون من الجسم من خلال التنفس، وهو الأمر الذي يتسبب بضيق التنفس أو صعوبته.
تبدأ الأعراض الأخرى بالظهور مع مرور الوقت وسوء حالة المصاب، وفي الحالات الشديدة ربما تتدهور الحالة ويعاني المريض اضطرابات في الكلى ومشاكل في العظام.

تراجع النمو

يعاني كذلك من بطء النمو واضطرابات في القلب وانخفاض ضغط الدم، وهو ما يؤدي إلى تعرضه لصدمة في جهاز الدوران أو دخوله في غيبوبة أو الوفاة.
يجب الانتباه إلى أن أعراض هذا المرض وعلاماته لا تكون محددة في العادة، وتشمل ألماً في الصدر وشعور المصاب بخفقان القلب.
يشكو من صداع شبه مزمن، الذي يعود في الغالب إلى انخفاض ضغط الدم الشديد بسبب هذه الحالة، ويفقد شهيته للطعام، ويعاني حدوث حالات متبادلة بين الإسهال والإمساك، ويخرج منه براز رائحته كريهة.

تعب ونعاس

يشعر المصاب بارتفاع حموضة الدم بالتعب والضعف بصورة عامة، والنعاس بشكل دائم، كما يعاني الارتباك والتشوش الذهني، وآلام في العظام وغثيان وتقيؤ، وحرقة في الفم وأسفل الأسنان.
يصبح لون بشرته أصفر، وكذلك الجزء الأبيض من العينين، وهو ما يعرف باليرقان، ويقل أداء الجهاز المناعي بشدة، مع وجود اضطراب في الجهاز الهضمي، وانخفاض معدل ضربات القلب.
يبدأ الجسم مع ارتفاع حموضة الدم بصورة كبيرة في سحب المغذيات القلوية من أي مكان، فيبدأ بالشعر والجلد ويلي ذلك الأظافر حتى يصل للعظام، وهو الأمر الذي يؤدي بمرور الوقت إلى الإصابة بهشاشة ال��ظام.

إياك والإهمال

يحذر الأطباء من إهمال علاج مشكلة ارتفاع حموضة الدم، لأنه يؤدي للكثير من المضاعفات والمشاكل الخطِرة، وتشمل هذه المضاعفات زيادة حدة أمراض الكلى لو أصيب بها الشخص، وذلك نتيجة إهمال علاج حموضة الدم.
يزيد خطر الإصابة بحصوات الكلى والفشل الكلوي، وأمراض الجهاز البولي وتصلب الشرايين، ومشكلات في القلب والأوعية الدموية.
يصاب بهشاشة العظام، كما تضعف الكتلة العضلية بسبب انخفاض مستوى البروتين في الجسم، ويتراكم في الجسم الأميلويد، وهو بروتين يتسبب تراكمه بمشاكل لأعضاء الجسم كالدماغ والمفصل.
يعاني الأطفال المصابون بهذه الحالة من بطء النمو، وتحدث التهابات في الجسم، فيعاني المصاب من انتفاخات وتورمات واحمرار، إضافة إلى حدوث مشاكل في الغدد الصماء، وانخفاض مناعة الجسم.

فحوص عديدة

يعتمد تشخيص الإصابة بارتفاع حموضة الدم على إجراء المصاب لعدد من الفحوص، وذلك حتى يحدد الطبيب المعالج العلاج المناسب له.
تشمل هذه الاختبارات اختبار الفجوة الأنيونية، وذلك لقياس التوازن الكيميائي في الدم، ويتم من خلال قياس الفرق بين نوعي أيونات الدم الموجبة والسالبة.
تشتمل الأيونات الموجبة والسالبة على أيونات الصوديوم والكلور والبيكربونات، والهدف من هذا الفحص هو تحديد نوع الحماض الأيضي، لأن بعض الأنواع تختلف في الفجوة الأيونية المقاسة عن غيرها.
يتم كذلك فحص غازات الدم الشرياني، وفي العادة فإن هذا الفحص يقيس نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، إضافة إلى تحديد العامل الهيدروجيني للدم.
يقوم المصاب بتحليل البول، وذلك للكشف عن وجود الكيتونيات في الدم، وتحديد احتمالية الإصابة بالحماض الكيتوني السكري.
يكشف هذا التحليل أيضاً عن أي مشاكل صحية أخرى تتعلق بارتفاع الحموضة في الدم كاضطرابات الكلى، والحالات التي يكون سببها التسمم سواء بالأسبرين أو الكحول أو الإيثلين جلايكول.

ابدأ بالسبب

يعتمد علاج مشكلة ارتفاع حموضة الدم في الغالب على التخلص من السبب وراء الإصابة بهذه الحالة، فلو كانت هناك أي مشكلة في الكلى يجب علاجها، وكذلك بالنسبة لداء السكري لابد من السيطرة على معدل السكر في الدم.
يكون العلاج في حالة مشاكل الجهاز التنفسي باستخدام الأدوية الموسعة لمجرى الهواء، أو جهاز التنفس الصناعي، ويحدد ذلك الطبيب المعالج.
يجب أن يلتزم المصاب بنظام غذائي صحي متوازن، يساعد على الحد من ارتفاع حموضة الدم، ولابد أن يتناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة.
ينصح كذلك بشرب كميات من الماء كبيرة، وذلك بهدف المساعدة على توازن حموضة الدم، مع تناول الفيتامينات، ومنها فيتامين ب12، وذلك تحت إشراف الطبيب المتخصص.

 تجربتي مع حموضة الدمارتفاع حموضة الدم

علاجات طبيعية – ارتفاع حموضة الدم .. يؤدي إلى خلل في وظائف الجسم

يمكن لبعض العلاجات الطبيعية أن تساعد على علاج حالة ارتفاع حموضة الدم، وتقوم بخفضه بصورة تدريجية، حتى يعود إلى معدله الطبيعي في فترة قصيرة.
ينصح في هذا لإطار بالابتعاد عن تناول أي أطعمة أو شرب سوائل بها نسب كبيرة من الأحماض، وتشمل هذه الأطعمة اللحوم الحمراء، والألبان ومنتجاتها.
ينبغي كذلك تجنب أي أغذية تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشيكولاته، كما يتجنب المصاب الفواكه الحمضية كالبرتقال.
يجب أيضاً الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة والسكريات، لأنها تحتوي على نسب كبيرة من الدهون المشبعة، ويستبدل كل ذلك بالخضراوات الورقية كالسبانخ.
يوصى بالإكثار من الأطعمة ذات المصادر القلوية، ومنها البطاطس والقرنبيط والعنب، لأنها تساعد على خفض مستوى حموضة الدم، كما ينصح بتناول الشاي الأخضر بالنعناع كل يوم، أو الماء بالليمون صباحاً، لأن هذه المشروبات تجعل الجسم قلويا وتقلل من حمضيته.

شاهد أيضًا:

تجربتي مع وسواس المرض

تجربتي مع حموضة الدم وهل هي خطيرة

تابعنا على قناة مناهج عربية على التلغرام

👇 👇 👇
https://t.me/eduschool41

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى