الصحة والتغذية

ماهي استعمالات الكولاجين للبشرة

عندما نتحدث عن شيخوخة الجلد، فإننا بالحقيقة نعني نقص الكولاجين فيه. فكل سمة مرغوبة للبشرة الصحية تنبع من محتوى الكولاجين: كلما زاد هذا البروتين لدينا، أصبحت بشرتنا أكثر ثباتاً وامتلاءً وليونة. ولكن مع تقدمنا في العمر، ينخفض إنتاج الكولاجين لدينا، ما يسبب التجاعيد، وكذلك فقدان حجم البشرة أو امتلائها. وتحقيقاً لهذه الغاية، هناك عدد كبير من المنتجات الغنية بالكولاجين في السوق، ومعظمها يقع في واحدة من فئتين: المرطّبات (وخاصة الكريمات)، والمكمّلات الغذائية عن طريق الفم. فماذا عنها، وكيف تعمل، وهل تفيد؟

الكولاجين هو البروتين الهيكلي الرئيسي في الأنسجة الضامة للإنسان، وعلى الأخص بشرتنا. توجد الغالبية العظمى من الكولاجين في بشرتنا في الأدمة (الطبقة الثانية من الجلد التي تقع تحت البشرة)، حيث يتم إنتاجها أيضاً. تصنع خلايا الجلد في الأدمة (الأرومات الليفية) الكولاجين الذي يربط بقية الأدمة معاً، ما يمنح بشرتنا بنيتها الأساسية.
بالنسبة إلى بنية الكولاجين نفسه، فهو يشبه نوعاً ما جديلة، أو حبلاً: الأحماض الأمينية الفردية ترتبط لتشكيل سلاسل طويلة، والتي تتجمع لتشكل خيوطاً أكثر سمكاً، ثم تلتف هذه الخيوط حول بعضها البعض لتشكيل حلزونات ثلاثية. أخيراً، ترتبط نهايات أطراف هذه الحلزونات، وتتراكم فوق بعضها البعض لتشكيل مجموعات تسمى الألياف. بعبارة أخرى، الكولاجين هو جزيء ضخم ومعقد جداً.
هذا هو السبب في أن الكريمات المصممة بالكولاجين النقي لا يمكنها ببساطة أن ترقى إلى مستوى ادعاءاتها – فهذه الجزيئات الضخمة المضفرة أكبر من أن تخترق بشرتك، وهي بالتأكيد أكبر من أن تصل إلى الأدمة، حيث يحدث الفرق الحقيقي. لذلك على الرغم من أن كريمات الكولاجين تبدو لطيفة، وقد تساعد في ترطيب البشرة، إلا أن الأمر يتعلق بفوائدها.
قد تشعرين أن بشرتك أكثر نعومة، أو قد تبدو تجاعيدك أقل بروزاً، ولكن هذا مجرد وهم يحدث على سطح البشرة، إلاّ إنه في الواقع لا يبني الكولاجين الذي فقدته بشرتك.
للتغلب على مشكلة الحجم الذي تفتقره البشرة، تحتوي معظم المستحضرات والجرعات والحبوب التي تروج للكولاجين كمكون رئيسي، هذه الأيام، على الكولاجين المتحلل أو ببتيدات الكولاجين. هذا علماً أنّ الجيلاتين هو شكل من أشكال الكولاجين المتحلل. وبشكل أساسي، تم تقسيم الكولاجين المتحلل بالماء إلى سلاسل أصغر من الأحماض الأمينية تسمى الببتيدات، يعتقد بعض الباحثين، وأطباء الأمراض الجلدية، أن هذه الببتيدات يمكنها اجتياز خلايا الجلد في حاجز الجلد الخارجي الخاص بك، وتشق طريقها إلى الأدمة، بشكل أساسي توفر اللبنات الأساسية للخلايا الليفية لصنع الكولاجين الجديد.
ويبدو من المعقول أن وضع كريم مليء بسلائف الكولاجين هذه، يمكن أن يساعد في زيادة إنتاج الكولاجين، بشرط أن تشق هذه الببتيدات طريقها في النهاية إلى الأدمة. لكن هذه النظرية لم يتم اختبارها حقاً، ناهيك عن إثباتها تجريبياً.
حبوب الكولاجين المكملات
المثير للاهتمام أن بعض الأبحاث تشير إلى أن الكولاجين الفموي قد يحسن مظهر الجلد. وفقاً لثلاث دراسات حديثة على الأقل، يرتبط تناول ببتيدات الكولاجين عن طريق الفم بتحسين وترطيب البشرة ومرونتها وتجاعيدها، مقارنة بالأدوية الوهمية.
قد تكون النتائج المرصودة ناتجة عن زيادة إنتاج الكولاجين، أو بعض الآليات الأخرى. لكن في كلتا الحالتين، فهي معتدلة في أحسن الأحوال، ولدينا خيارات أخرى (مثل الرتينويدات) التي من المرجح أن تقدم فوائد. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تتذكري أن المكملات لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أو لا يتم اختبارها كما هي الحال مع الأدوية، لذلك لا نعرف بالضرورة ما الذي تحصل عليه أو مدى نجاحه.
هل نتخلى عن جميع منتجات الكولاجين؟
ربما لن يحدث القليل من الكولاجين الإضافي فرقاً كبيراً في بشرتك، ولكنه أيضاً غير ضار. لذلك إذا كنت تحبين مرطب الكولاجين الببتيد الخاص بك، أو تستمتعين بالفوائد المتصورة للمكملات، ولا تعانين من أي آثار جانبية سلبية، بكل الوسائل، استمري في ذلك. ولكن إذا كنت ترغبين حقاً في تقليل فقدان الكولاجين إلى الحد الأدنى، فهناك عناصر أكثر فاعلية تساعد بشرتك للحفاظ على الكولاجين، منها:
واقي الشمس:
من الواضح أنك تريدين منع الكولاجين الموجود من التكسر، لهذا لا تتخلي عن وضع كريم الحماية من الشمس صيفاً وشتاءً، وكل يوم، الذي يحمي البشرة من أضرار الأشعة التي تقضي على الكولاجين. والعنصر الثاني هو الريتينويد، لأنه من أكثر الأدلة على بناء الكولاجين.
مأكولات غنية بالكولاجين:
إذا كنت تتطلعين إلى تكملة نظامك الغذائي بأطعمة إضافية غنية بالكولاجين، فابحثي عن الأطعمة الغنية بفيتامين (ج)، مثل البرتقال والفلفل والتوت والحمضيات.. ومرق العظام وبياض البيض والدجاج والأسماك، هي أيضاً خيارات رائعة.
إذا كنت تتساءلين عن أفضل طريقة لإدارة التجاعيد، أو أي آثار جانبية أخرى لفقدان الكولاجين، فتحدثي إلى طبيب الأمراض الجلدية للحصول على توصيات لبشرتك المحددة.

تابعنا على قناة مناهج عربي�� على التلغرام

👇 👇 👇
https://t.me/eduschool41

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى