المقالات

الإدارة في السعادة 

الإدارة في السعادة

 

يُجمع علماء الاجتماع والنفس والسلوك الوظيفي على أن أفضل الممارسات في الإدارة هي تلك الممارسة التي يستند فيها المسؤول الإداري إلى المعايير الإنسانية في تحفيز الموظفين، ورفع معدلات الرضا الوظيفي لديهم، وتهيئة بيئةٍ لعمل يرتكز على الإيجابية وينبذ السلبية في الأداء اليومي، والتعامل بين الموظفين ومرؤسيهم.

إن الإدارة بمعايير إنسانية هي تلك الإدارة التي يلتزم فيها المسؤول بالقوانين والإجراءات، لكنه في الوقت نفسه يأخذ روح القانون، ويُعلي من المعايير الإنسانية في التعامل مع الموظف، ومن هنا يصبح مفهوم الإدارة بالسعادة أحد المفاهيم الإدارية البارزة التي تحول بيئة العمل إلى بيئة منتجة إيجابية يسودها التفاعل بين فرق العمل المختلفة وتظللها روح الإنسانية، وهنا تتحول بعض اللمسات البسيطة في الأداء اليومي بين المسؤول الإداري والموظفين إلى طاقة إيجابية تدفع بالأداء الوظيفي نحو التميز وبالموظف نحو مضاعفة الجهد والعطاء أكثر وأكثر؛ إيماناً منه بأن هذا الجهد من جانبه يضاعف من رصيد السعادة في المؤسسة أو الجهة التي يعمل بها.

ويركز علماء السلوك الوظيفي على دور المدير في رسم البهجة في نفوس مرؤسيه من خلال مبادرات وظيفية تركز على الجانب الاجتماعي الذي يجعل من السعادة قاسماً مشتركاً لجميع العاملين.

ينطبق مفهوم الإدارة بالسعادة على دور الأب أو الأم في التعامل مع الأبناء، وكذلك المعلم في التعامل مع طلابه، إذ ينبغي علينا جميعاً الالتزام باللوائح والنظم الإدارية، لكن من خلال توظيف البعد الإنساني في التعامل تتعزز الطاقة الإيجابية لدى جميع الأبناء والبنات في الأسرة الواحدة، وكذلك لدى الطلاب والطالبات مع المعلمين والمعلمات.

نذكر جميعاً ونحن نخطو خطواتنا الأولى في طريق العلم كم من لفتة إنسانية تركها معلم أو معلمة في نفوسنا، فهذا المعلم أثنى على الطالب ودعا التلاميذ جميعاً إلى أن يحيوه على جهوده، وتلك معلمة رسمت نجمة على ورقة الإجابة لطالبة حلت السؤال بطريقة مبدعة. كثيرة هي أساليب التحفيز التي تستند إلى المعايير الإنسانية، والتي ينبغي علينا كأولياء أمور وتربويين أن نحافظ عليها، وأن نوظفها بطريقة فعالة في تعزيز التلاحم الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة، وتلاحم الطلاب داخل الفصل الدراسي، وكذلك تعزيز روح العمل بين أعضاء الفريق في المؤسسة أو الجهة التي يعملون بها.

إن الإدارة بالسعادة هي أحد المفاهيم البارزة التي أصبحت نهجاً ثابتاً في دولة الإمارات العربية المتحدة التي جعلت منها القيادة الرشيدة وطناً للسعادة وعنواناً للتميز وريادة الإنسان، بل إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى في العالم التي أنشأت وزارة للسعادة، وجعلت من جودة الحياة قاسماً مشتركاً للجميع من مواطنين ومقيمين وزائرين لوطن السعادة.

=====

اخر المقالات

 

Source: الإدارة في السعادة – مدونة المناهج السعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى